أحمد نور الدين يكتب : مأساة المصريين بالمملكة السعودية .. وبصمة الحج المخالف
هاتفنى الكثير من إخوتنا المصريين أبناء الجالية المصرية المقيمين بالمملكة العربية السعودية .. مستغيثين ومستنجدين بقلمى في أن أوصل صوتهم ومعاناتهم الكارثية التى ألمت بهم .. الى حكامنا وكبار المسئولين بمصر والمملكة العربية السعودية الشقيقة.. جراء كارثة كبرى وقعوا فيها كما يروون .والقصة كما قالوا لى تتلخص فى انهم من20- 30 الف مواطن مصرى يقيمون بالمملكة العربية السعودية بأسرهم .. ذهبوا الى الحج بطرق مختلفة .. إما عن طريق حملات حج داخلى .. أو سيارات خاصة مع حمل تصاريح حج من مكاتب حج داخلى بالمملكة العربية السعودية ..ودفعوا مقابل هذه التصاريح مبالغ مالية غير ثابتة .. فمنهم من دفع 2500 ريال ومنهم من دفع 3000ريال الى 6000ريال سعودي .. ولكن كانت المصيبة الكبري عند مداخل مكة .. حيث تم ايقافهم من قبل الشرطة السعودية للتأكد من صحة التصاريح .. ولكن للأسف التصاريح كانت مزورة وحملات الحج وهمية .. وتم احتجازهم عند مداخل مكة .. ومن ثم أخذوا الى مركز تبصيم الحجج المخالفين .. وأخذوا بصماتهم ومنعوا من الدخول الى مكة واداء فريضة الحج .. وبعد فترة من البصمة تم ايقاف الخدمات لكل شخص منهم تم تبصيمه عند مداخل مكة .. وتلك الخدمات الموقفة عبارة عن ( تجديد الإقامة – تجديد رخصة – معاملات بنكية – بيع او شراء او استئجار سيارة – نزول اجازة ).. وعند الاستفسار منهم كانت الفاجعة .. وهي (أنكم مخالفون لنظام الإقامة .. وعليكم بصمة حج مخالف .. وعقوبتكم خروج نهائي واستبعاد عن دخول المملكة لمدة عشر سنوات ) .
وهاهم يستغيثون من تلك العقوبة الشديدة والقاسية للغاية .. حيث إنهم يعولون أسرا كبيرة.. وليس لديهم اي مصدر رزق غير عملهم بالمملكة العربية السعودية .. والاوضاع الاقتصادية بمصر لا تسمح لهم بفرص عمل جديدة .. وجميعهم أناس محترمون وأصاحب أخلاق عالية.. و أكثرهم مهندسون ، ودكاترة ، ومحاسبون ، ومهن أخري .. ويعترفون بالخطأ الذى وقع منهم ومعهم ..
وأؤكد من مقامى ذلك .. وما خطته يمينى آنفا .. إننى أحترم وأجلَّ كل ما تقره جميع الدول من قوانين وأنظمة ترتب وتنظم العيش والإقامة والسيادة على أراضيها .. ومنها بالطبع المملكة العربية الشقيقة.. ولكنى أدعو جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز وقيادتنا السياسية.. بحكم العلاقات الأخوية المصرية – السعودية الضاربة في أعماق التاريخ منذ قديم الأزل.. أن ينظروا نظرة عطف الى هؤلاء المصريين – أصحاب المأساة – وسرعة التدخل لحل هذه المشكلة بطريقة غير الترحيل .. وأن يزيلوا ما وقع عليهم من ايقاف الخدمات .. ويعطوهم فرصة أخيرة .. ومن يقع في مخالفة أخرى فعلى السلطات السعودية ان ترى ما تراه .. رحمة بأسر كثيرة ستشرد .. وشفاعة لحديث أَبِي مُوسَى رضي اللهُ عنه قَالَ: “كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم إِذَا جَاءَهُ السَّائِلُ أَوْ طُلِبَتْ إِلَيْهِ حَاجَةٌ قَالَ: اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى اللهُ عليه وسلم مَا شَاءَ” .
و شفاعة بقول رسولنا (صلى الله عليه وسلم) : ” أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرُورٌ تُدْخِلُه على مسلم أو تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً أو تَقْضِى عنه دَيْناً أو تَطْرُدُ عنه جُوعاً ولأَنْ أمشىَ مع أخي المسلمِ في حاجةٍ أحبُّ إِلَىَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ شهرًا ومن كفَّ غضبَه سترَ اللهُ عورتَه ومن كَظَمَ غَيْظَه ولو شاء أن يُمْضِيَه أَمْضاه ملأ اللهُ قلبَه رِضًا يومَ القيامةِ ومن مشى مع أخيه المسلمِ في حاجةٍ حتى تتهيأَ له أثبتَ اللهُ قدمَه يومَ تَزِلُّ الأقدامُ وإنَّ سُوءَ الخُلُق لَيُفْسِد العملَ كما يُفْسِدُ الخلُّ العسلَ” .
وتلمسا بإقرار رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم القَائلَ : ” الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ مَنْ كَانَ في حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ في حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ” .
وبقول نبينا الحبيب ( صلى الله عليه وسلم) (عن أَبُى ذَرٍّ قَالَ: عَلَى كُلِّ نَفْسٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ صَدَقَةٌ مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مِنْ أَيْنَ أَتَصَدَّقُ ، وَلَيْسَ لَنَا أَمْوَالٌ ؟ قَالَ : لأَنَّ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ : التَّكْبِيرَ ، وَسُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ للهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ ، وَتَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَتَعْزِلُ الشَّوْكَةَ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ ، وَالْعَظْمَ ، وَالْحَجَرَ ، وَتَهْدِي الأَعْمَى ، وَتُسْمِعُ الأَصَمَّ وَالأَبْكَمَ حَتَّى يَفْقَهَ ، وَتَدُلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَةٍ لَهُ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا ، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ إِلَى اللَّهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ ، وَتَرْفَعُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ …. الحديث) .. جعلكم الله مفاتيح خير .. مغاليق شر .. ورزقكم قضاء حوائج المسلمين وتفريج كربهم وهمهم على أيديكم المباركة .